
“كانت تسبح في النهر عندما التهمها التمساح”، هذا ما أعلنت عنه الشرطة الإندونيسية يوم الأربعاء في 21 آب/ أغسطس 2024، مشيرة إلى أن السلطات المحلية اضطرت إلى القضاء على الحيوان وشقّ بطنه من أجل سحب أجزاء من الضحية، بعد العثور على بقايا من الجثة داخل جوف التمساح.
الضحية تدعى حليمة راهاكباو (54 عاما)، وكانت تسبح في نهر قرب قرية والي في جزر الملوك في شرق إندونيسيا عندما التهمها تمساح. وبدأ أقاربها وأصدقاؤها بالبحث عنها بعدما تأخرت في العودة إلى المنزل، بحسب ما أوضح أحد الجيران.
وبعدما عثروا على حذاء وأطراف جثة تطفو على النهر، أبلغ هؤلاء الشرطة التي تدخلت وحدّدت موقع التمساح وقضت عليه.
وقال ضابط في الشرطة المحلية إن “السكان اضطروا إلى فتح بطن التمساح لإزالة أجزاء من جثة الضحية”. وأوضح الجار رستم إلياس أن “التمساح كان كبيرا جدا، بطول يناهز 4 أمتار”.
ولم تتمكن الشرطة ولا سكان القرية من التعرف على نوع هذا التمساح.
يجدر بالذكر أن هذه ليست الحادثة الأولى في إندونيسيا، هذا البلد المعروف بغنى وتنوع الحياة البرية فيه، والذي يؤوي أنواعاً شتى من الحيوانات الغريبة بما يشمل تماسيح وثعابين بدأت تهاجم البشر باستمرار في السنوات الأخيرة.
فخلال العام 2022 وحده، سُجّل ألف هجوم أسفر عن مقتل ما يزيد على 450 شخصاً، علماً أن 90 هجوماً حصل في بانغكا وجزيرة بليتونغ المجاورة، وفق الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
أما الأسباب الكامنة وراء هذه الحوادث فتعود إلى عدة عوامل أبرزها التغير المناخي، مثلما حدث عام 2018 عندما أجبرت الفيضانات التى اجتاحت أجزاء من إندونيسيا قطيعا من 11 من الفيلة البرّية على الفرار من بيئتها الطبيعية والدخول فى مناطق المزروعات الواقعة بالقرب من المناطق السكنية فى مدينة كامبار بإقليم رياو.
ومن الأسباب أيضاً الأنشطة البشرية مثل انتشار المناجم بحثاً عن القصدير، كما في جزيرة بليتونغ الغنية بالقصدير والشهيرة بتعدينه في العالم، حيث أدى الحفر في المناطق القريبة من البحر إلى ابتعاد التماسيح التي تعيش في المياه المالحة عن بيئتها الطبيعية والاقتراب من المنازل المأهولة، ما يتسبب في زيادة عدد هجماتها.
هذا عدا عن الحوادث التي لقي فيها عدد من الأشخاص حتفهم في إندونيسيا في الأعوام الأخيرة بعد أن ابتلعتهم ثعابين. حيث أفيد في أوائل شهر تموز/ يوليو 2024 عن العثور على امرأة إندونيسية ميتة في جوف ثعبان في مقاطعة سولاويسي الجنوبية في وسط إندونيسيا.
انتاب القلق أقرباء هذه المرأة البالغة 36 عاماً بعد أن غادرت منزلها صباحاً لشراء دواء لطفلتها المريضة، ولم تعد.
وعثر زوجها على حذائها وسروالها على الأرض على بعد نحو 500 متر من منزلهما بقرية سيتيبا. ثم لاحظ وجود ثعبان على بعد نحو 10 أمتار من الطريق، وكان لا يزال الثعبان حياً وبطنه “منتفخاً للغاية”. وعندما فُتح جوف الحيوان، عثروا على جثة المرأة بداخله.